غرباء

أيبدو من غير الطبيعي أن أبالغ في حبي؟

أقصد أن (أحبني) بوجه أدق؟

لم أعترف بهذا الشعور إلا لقلة اعتقاداً مني بأنه عاديّ، ويحتمل التكرار لدى الجميع.. لكني كنتُ الوحيدة التي تحب نفسها كثيراً.. وتحب كل ما يتعلق بها!

حسناً.. أنا أحب اسمي.. هذا أمر معتاد.. أليس كذلك؟

لكني أعشقه اعشق كل حرف فيه وأعشق كيف أطرب حين أسمعه من بين شفاههم

أحب شكلي!

هذا لا يعني على الإطلاق بأني جميلة، بل يمكنني الجزم بأن شكلي عادياً، وفي كثير من الأحيان يبدو طفوليا أكثر مما يجب.. لكن ألا يكفي لأن أحب شكلي أني لا أرى في نفسي حاجة لأي رتوش حينما أريد الخروج؟!

أحب عقلي و جنوني أحب حماقاتي وأحب تلك الطفولة بداخلي كما أحب اتزاني

أحب ما أكتب هنا .. وأعود كثيراً إليه، لأستأنس بحالاتي المزاجية المتقلبة..
هنا في مدونتي في غرفتي ووطني أبحث عن بعض المفقود أبحث عن بعضي الضائع برغم يقيني أنها ماعادت تحتويني

ماعادت حروفي ولا كلماتي ولا ذاتي تحتوي كل ذلك الذي يدور بداخلي ولا أعلمه فكيف هي تلك الحبيبة وكيف أطلب منها ماعجزت أنا عن تحمله كيف أطلب منها أن تحوي ماعجزت عن فهمه كيف أطلب منها استضافة المجهول ….

كيف لأحد أن يحتمل كل هذا التقلّب إلا أنا ؟!!

أفي حبي هذا أمر غير عادي؟

بين أحضان الحياة وتقلباتها نبني ذواتنا من مرحلة إلى أخرى نتقدم ونحيا بما اكتسبناه من المرحلة السابقة تماما كما نتنقل من مرحلة لأخرى في ال ( GAMES ) هكذا هي الحياة لعبة اما ان نخسر فيها او ننتصر قد تصيبنا بعض الخسائر في احدى مراحلها لكن وما الضير اذا كنا نستطيع ان نعيد اكمال مؤشر الحياة للون الاخضر مرة اخرى في المرحلة الجديدة ….

الفرق بين تلك الالعاب و لعبة الحياة الواقع اذا فلعبة الحياة تشبه تماما تليفزيون الواقع مسابقة او لعبة لكن تحدث على ارض الواقع الذي نحياه ونعيشه التألم فيها يوجع والفرح فيها يبهج حين تخدش فان الدم ينزف من ذلك الجرح وحين تشعر بالفرح فان دموع الفرحة تلك تهطل من عينيك وتشعر بها تلامس وجنتيك ….

لكن حتى في تليفزيون الواقع هناك مخرج يتحكم فيما يبث وما يحجب او يستخدم خصائص التكنولوجيا ليقطع بين مشهد ويجمع مشهد بآخر اما في الحياة فلا يمكننا ان نقطع يوما ونمحيهما من الوجود ولا يمكننا ان نزيل سنوات من اعمارنا ولا ان نزيل لحظة حزن او فرح كلها مثبتة ولا يمكن اتلاف تلك المواد ….

أعتذر عن كل تلك الثرثرة لكن أحببت أن الخص مفهوم الحياة فقط لاحدد كيف نربح وننتصر وكيف نخسر وننهزم

لن ننتصر في الحياة بقدر ما نحصد من مال ولا بقدر ما نحصد من ارواح كما هي الالعاب بل بقدر ما نعمل ونقدم

المال ستسأل عنه كيف اكتسبته وفيما انفقته ( نقمة ام نعمه )

العلم ستسأل عن ما عملت به كيف استغللته في دنياك ( نقمة ام نعمه )

شبابك ستسأل عنه كيف أبليته في ان تعصي او في ان ترضي الله ( نقمة ام نعمه )

عن عمرك ستسأل كيف افنيته في طاعة و قربات ونور ام في هوان وخسران وظلمات ( نقمة ام نعمه )

كيف حين نقف امام رب العزة ليسألنا ماعلمنا بماذا نجيب ؟؟ و ماذا أعددنا لذاك اليوم ؟؟

( منكر ونكير ) هما الملكان المسئولان عن سؤال العبد في قبره هما فتنة القبر نسأل الله الثبات عند السؤال

هالني وافزعني كيف هما { أسودان أزرقان عينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد، قال ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران بأنيابهما ويطآن في شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يقلوها }

ليست الفتنه في ذات السؤال بل كيف تثبت وقد فزعت وجزعت منهما والله افزعني واجزعني كيف هما في الدنيا وانا لست اراهما فكيف يوم ان يأتيا قبري و اراهما امامي اللهم اني اعوذ بك من فتنة القبر واسألك الثبات عند السؤال ….

لا باس ان نعمل لدنيانا لكن في وسط تلك المتاهات وفي غمرة تلاهينا بالحياة لا يجب ان ننسى اخرانا لا يجب ان ننسى الدار الاخرة دار الخلود فالدنيا زائلة لا محالة ولا يعلم اينا متى تصعد الروح إلى بارئها لكن كما اتينا اليها غرباء نرحل عنها كذلك غرباء ….
اللهم احينا في الدنيا مؤمنين طائعين وتوفنا مسلمين تائبين

على الهامش :


هنا في هذه اللحظة أجدني أقف في المنتصف تماماً.. غير آبهة لكل ما حولي، لكل ما بي، لكل البهجة والبكاء اللذين يعيثان بداخلي ..لا اعلم شيئا غير اني أمر بحالة (المؤقت) الذي يعطل أحلامي فإما أتجاوزها أو تتجاوزني!


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *