ميلاد جديد

منذ آخر ليلة في العام الماضي، وأنا أفكر: إلى أين ستمضي بي هذه الليلة؟

لم يكن اهتمامي بليلة ميلادي فيما مضى، أكثر من وقفة في منتصفها لحساب سنواتي التي مضت
(ما زلتُ في كل مرة أحسب عدد سنوات عمري على أصابعي، لكن بما أن سنواتي فاضت عن عدد أصابعي، فقد بدأت أعد على كل أصبع عشر سنوات، وأترك باقي الأصابع لحساب ما بعد
العشرين)

هذه الليلة مختلفة لكثير من الأسباب، أهمها:
* عام الاختيارات الصعبة
:
هذا عام تشعب الطرق، واضعة أمام دربي المهمة الأصعب: (الاختيار)، رغم تعدد الخيارات
إلا أنها مكدسة بالخوف.

* عام الصداقات المنفرطة:
لم تذبل صداقاتي، وعلاقاتي ما زالت طيبة مع الجميع بشكل عام، رغم أن قائمة ماسنجري
تنحسر باطراد، لكن الحياه خلقت وحدة أتقنت التعايش معها، وعلمتني أن الصمت ليس
بالشيء السيئ تماما، كما اكتشفت قدرتي على قضاء أيام بطولها دون التحدث إلى أحد،
ومن دون أن تخدش صدري أشواك الأسرار.


* عام اللاكلام
:
بناء على السبب السابق، فلم أعد أملك غير النص المكتوب، بعد أن فقدت صوتي، وتخشبت
مفاصل فكي لقلة استخدامها، وغدا طريقي الوحيد للخارج؛ حروف صغيرة أنقرها بلا كلل،
لتصل إلى من أريد أو لا تصل .


سبب أخير/ أسئلة جديرة بأن لا تجاب
:

ما الذي يمكن تحقيقه في حياة كهذه؟ ما الذي يستحق القتال؟ وما الذي فات دون أن
نشعر به إلا حينما أفلت، وغدا بعيدا كما الماضي؟

الأسباب أعلاه، وغيرها.. بعضها أعرفها وأتكاسل عن كتابتها، وأخرى كثيرة لا أدركها،
جعلت من هذه الليلة محطة أشغلني التفكير في كيفية الوقوف عليها، حتى قبل أن أصلها.


رغم أني منذ شهر وأنا أعد  نفسي بالغد، رتبت لاحتفال كبير، وخططت لكل شيء فيه، التفاصيل الصغيرة اعتنيت بها جيدا، وحرصت أن يخرج الحفل كما يليق .

فكرت بأني يجب أن أحتفل جيدا هذا العام، وأحتفل وحيدة، لا أريد مباركات الأصدقاء، ولا مجاملات المعارف، فعمري الآتي والماضي شيء يخصني وحدي، ولا أظن أن أحداً سيذكره لو لم يذكر ذلك في صفحة (فيس بوك)، أو خبر ينتقل بين شخصان .

غداً ميلادي، وأعرف أن ذلك لا يهم أحداً حقيقة، كل عام وأنا بخير جداً، كل عام وأنا أدوم طاعه وأصدق خشيه وأكثر إيمانا  كل عام وأنا أجد في نفسي ما يستحق الاحتفال، كل عام وأنا أعثر على مبرر جديد لأحبني .


ماذا أقول في ميلادي .. ممممم …

معذره فليس لدي الكثير لأقوله لك، تعلم أني استهلكت ثرثرتي على مدى السنوات الماضية، التي ظللت أهيء نفسي فيها لكل ليله 23 من فبراير ..الليلة سأحاول أن أنام بهدوء، وسأحاول أن أرضى عن ما صنعته في العام الماضي.. سأحاول أن أتناسى كل شيء سواي .. سأحاول أن لا أبكي لا حزنا ولا فرحا بل سأبتسم فقط .. سأحاول كثيرا وكثيرا لكني أعلم أني سأفشل أكثر وأكثر وأكثر  ..

ماعاد هناك مجال للكلام لذا أصبح على خير و تصبح على خير يا ميلادي..


على الهامش ما اعجبني :


إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت،وأنا لست ابنت عامين ولا ابنت ستين عامًا..
أنا في ربع الطريق، ومع ذلك فيخيل إلي أني أقرب إلى الستين؛
لأن الكلمات التي لم أقلها أغلى على قلبي من كل الكلمات التي قلتها…

{ أنا أعلم إنه يوما ما سيدرك الآخرون ان الأنثى التي مرت من هنا كـ الموت لن تتكرر في الحياه مره أخرىـ } ….



Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *