رساله إلى ربي

هذه رسالة إليك يا الله ..

لن يحملها سعاة بريد، ولن يوصلها إليك الرسل المنتشرين بين السماء والأرض..

هذه رسالة إليك مباشرة.. بلا وسطاء ..

يا الله..
لم تكن المرة الأولى التي أشعر بك قريبا إلى حد أن تحيط بي، وأن أكون في عينك، وما استغربت أن تفتح الأبواب لصلواتي التي ما فتئت أرفعها إليك منذ أن تشعبت بي الطرق.

كلما حذفت من أمامي خيارا، وقلصت مساحات الحيرة المترامية، آمنت بقربك مني أكثر ، وآمنت بأن دربي الذي أسير فيه صحيح، لأن ما من أحد غيرك يستطيع أن يتدخل ويحيل التيه في داخلي وحولي إلى نور يشع وضوحا ..

اليوم كنت أبكي، وكانت عشرات الأرواح المنبعثه من داخلي .. تبكي معي، ساكبة دمعها في قلبي، وبينما أنا أحاول صنع دعوات تليق لأرفعها إليك، مضت تلك الأرواح الكثيرة تتوسل إليك يا الله أن تلهمني نورا أسترشد به قبل أن يحيق بي الظلام.

كنت أثق وأنا أرفع يدي أنك لن تردني خائبه أبدا والله ياربي كنت أثق بك تمام الثقه ومتوكله عليك وكلي أمل في لطفك وعطفك ورحمتك ..

كنت أعرف يا الله أنك لن تتركني، وأنك ستكون معي كما تفعل دائما، لكن أن تقف بعتبة بابي، وتغمر روحي بالماء دون سابق إلهام، فهذا ما لم أخطط له، ولم تكن سجداتي المكرسة للدعاء تطلبه، أو تطمح إليه..

أنا هنا يا الله، مجردة من كل شيء، إلا من مطر ينهمر من سمائك، ومن شكر لا يليق إلا بك، ولا أفيك رغم كل ذلك.

شكرا لك يا الله، لأني في كل مرة أحاول الصعود إليك، تنزل إلي، وتهمس في أذني: “لستِ وحدكِ” .. وما كنت يوما وحدي يا الله.. وأنت معي..


على الهامش :


أحيانا لا يقارن أي شيء مهما كان براقا و جميلا أمام لحظة تبكي فيها من كل قلبكـ لله
تخبره – بكل شيء – و تبكي كـ الطفل .. بعدها يتحول كل شيء لـ حقيقة
حقيقة تحارب من أجلها بكل أجزائكـ الصغيرة المحطمة …



Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *